هنـــري مـــور ... (Henry moore)

• بطاقته الشخصية .. والفنية

ولد في مدينة صغيرة تسمى "كاسِلفورد- castleford"، في يوليو 1898، وتقع في حنوب شرق ليدز بمقاطعة يوركشَير البريطانية.
كان الابن السابع لعمامل في منجم فحم من أصل ايرلندي. وكان في طفولته متخلفا ذهنيا نتيجة اهمال أبويه واخواته له و قرفهم منه، فقد جاءهم على غير رغبة، وزاجمهم المعيشة وهي حقا صعبة، فضلا عن أن الام كانت في الأربعين والب في الخمسين، لكنه عبر بسلام مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي بمدرسة محلية في مسقط رأسه، إلا أن أولى بشائر موهبته الجمالية أو بالأحرى التجميلية، ظهرت من بين يدي معلمته بالمدرسة الثانوية. " مِس: أليس جوستِك" التي اكتشفت بذرة موهبته الفنية عنده، في مجال النحت، فساعدته وشجعته .
في عام 1916 حاول الالتحاق بوظيفة معلم بالمدارس الابتدائية ولكن لم يوفق. ثم تسارعت الأحداث إذ استدعى للخدمه العسكرية سنة 1917، أولا في لندن ، ثم تسارعت إلى الجبهة المحاربة في فرنسا. فلما أصيب بالغاز السام، نُقل إلى المستشفى وظل في فرنسا إلى أن سُرِح من الجيش سنة 1919.
كان على وشك الحصول على وظيفة تعليمية. لكن مرة أخرى يسارع الحظ بدافع القددر فيتلقى منحة مالية للدراسة مكافأة على جهده كمحارب قديم. وفختار المنحة وطلب أن يكون دراسته بمدرسة الفنون في مدينة ليدز. ثم تأتيه ضربة حظ أخرى، فيتلقى منحة ثانية لدراسة فن النحت بكلية الفنون الملكية في لندن سنة 1921.

في تلك الفترة بالتحديد، بدأت تفتح قدراته الفنية الواعدة، خاصة عندما كان يتردد كثيرا على قاعات المتحف البريطاني ويتأمل بالساعات تحف وآثار العصور الخوالي والحضارات البدائية البائدة. وفي سنة 1923 رأى باريس لأول مرة رأي العين ، ثم تتابعت رحلاته اليها بعد ذلك. وتعرَف في سنة 1925 على اكبر نحات إنجليزي في ذلك الوقت "جاكوب يعقوب إبِشتَين" الذي أُعجب بكفاءة مور ورؤيته، وتشجيعا له اشترى من مور بعض أعماله قبل ان يتهيا الفنان الشاب لإقامة أول معرض جماهيري. وأتيحت له في العام التالي فرصة الاشتراك في معرض فني مع مجموعة من الفانين الشبان. وبعد عامين اثنين أقام معرض جماهيري الأول، في الوقت الذي تلقَى معه بالفرحة تكليفا رسميا بعمل النحت البارز لمحطة مترو لندن (1926).

تزوج في عام 1929 إرينا بادِتسكى" من اصل روسي الطالبة بالكلية الملكية وأنجب منها طفلة : ميري. وتلقى في سنة 1932 تكليفا بتدريس مادة فن النحت بمدرسة "شِلسيا" للفنون.

وفي سنة 1933 انضم إلى مجموعة "الوحدة الاةلى"، ثم كان الاشتراك في "المعرض الدولي للفنانين السورياليين" _ لندن 1936، الذي أكسبه تميزا خاصا. وفي السنة ذاتها بدأ جولة فنية في أسبانيا وجبال البرانس. وفي سنوات الحرب العالمية الثانية أنتج سلسلة من الرسم عن بشاعة الحرب ومآسيها . وفي تلك الفترة أقام بضاحية "هِرتفوردشير" حيث يوجد حتى اليوم منزله ومرسمه (آتلييه). وتسلَم في سنة 1945 درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب والفنون من جامعة ليدز، وعضوية "مجلس الفنون". وسافر لأول مرة إلى امريكا سنة 1946 بمناسبة افتتاح معرض لأعمال النحتية، فأتيحت له الفرصة لكي يشاهد لأول مره اعمال النحت الإيطالي عبر العصور المختلفة، ثم تتابعت زياراته لروما، وفلورنسا، وفينيسيا، وغيرها من المدن التاريخية الإيطالية. ومن بين زياراته المتواصلة لدول كثيرة من العالم، حظِي بعضها باهتمام خاص منه، مثل: اليونان، والمكسيك، والبرازيل (حصل فيها على الجائزة الدولية في النحت سنة 1953 للمره الثانية). وتتابعت معارضه الفنية التي نالت شهرة عالية: لشبونة ومدريد (أسبانيا) سنة 1959، طوكيو (اليابان) سنة 1959، فارصوفيا (أو وارسو-بولندا) سنة 1959| 1960، هامبورج (ألمانيا)- 1960، روما (1961)... وانتشرت بعض أعماله الرائعة في متاحف عالمية، ومبانٍ وحدائق بعواصم ومدن كبرى مثل : لندن، باريس، نيويورك، طوكيو... وأصدر مجموعة من الكتب والمصورات (كتالوجات)، وصدرت عنه شخصيا وعن أعماله عشرات وعشرات من الكتب والمراجع والنشرات والشرائط والأفلام.

وغادر عالمنا الفني المُاني في اغسطس سنة 1986 بعد أن أتم ثمانية وثمانين عاما.

يتـــــبع.......